احتفل علماء دوليون في معمل كبير تحت الارض قرب جنيف بالبداية الناجحة لتشغيل الة عملاقة لمصادمة الجسيمات اليوم بهدف محاكاة ظروف الانفجار الكبير الذي سبق ظهور الكون.
والتجارب التي تستخدم فيها الة عملاقة تسمى المعجل التصادمي الجسيمي وهي اكبر الالات التي صنعت واكثرها تعقيدا على الاطلاق قد تؤدي الى تنقيح نظريات الفيزياء الحديثة وكشف اسرار الكون ونشأته.
وتعين على القائمين على المشروع العمل بجد لنفي اشارات بعض المنتقدين الى ان التجربة قد تؤدي الى نشوء ثقوب سوداء صغيرة ذات جاذبية كبيرة للغاية يمكن أن تبتلع كوكب الارض بكامله.
وحفزت مثل هذه المخاوف على اهتمام كبير للرأي العام بالفيزياء الحديثة قبل تشغيل الالة التي تكلفت عشرة مليارات فرنك سويسري /تسعة مليارات دولار/ والتي عملت بسلاسة صباح امس الخميس.
وقال جوس انجلين المدير العلمي بالمنظمة الاوروبية للابحاث النووية في هذه الخطوة الاولى نحن نجهز حزمة بروتونات ونضعها في جهاز الضخ ونقوم بتسريعها الى طاقة 450 جيجا فولت ونقوم بضخها في المعجل التصادمي الدائري بطول 27 كيلومترا. وتتلخص الفكرة في ارسال الحزمة لتدور في محيط المعجل التصادمي ثم جعلها تدور دورة كاملة لبرهة. وبعد ذلك وبأسرع مايمكن سنحاول عمل الشيء نفسه بالضبط بحيث تدور الحزمة في الاتجاه المضاد. واذا تم انجاز ذلك اليوم ... سيكون نجاحا كبيرا .
وصفق العلماء في غرفة التحكم في مركز بحوث المنظمة الاوروبية للابحاث النووية عندما ارسلوا حزم جسيمات في الاتجاهين في النفق الدائري للمعجل التصادمي الجسيمي تحت الارض والذي يبلغ طوله 27 كيلومترا.
وقال لين ايفانز مدير مشروع المعجل التصادمي التابع للمنظمة الاوروبية للابحاث النووية اليوم وضعنا بالفعل حزمة /البروتونات/ في مدخل المعجل التصادمي .
ويريد العلماء في نهاية الامر احداث مصادمات صغيرة بسرعة الضوء تقريبا في محاولة لمحاكاة حرارة وطاقة الانفجار الكبير على نطاق مصغر.
ويقول علماء ان الانفجار الكبير حدث قبل حوالي 15 مليار سنة حين انفجر جسم ساخن كثيف بدرجة لا يمكن تخيلها في حجم عملة صغيرة في الفراغ واطلق مادة سرعان ما تمددت مما ادى الى تشكل النجوم والكواكب وفي نهاية الامر ظهور الحياة على الارض.
وقال روبير ايمار مدير عام المنظمة الاوروبية للابحاث النووية هذا يوم تاريخي للمنظمة الاوروبية للابحاث النووية هذا انجاز أكثر من 20 عاما من العمل الشاق لعدد كبير من العلماء من جميع أنحاء العالم. تمت اليوم أول تجربة لارسال الجسيمات. حزمة من الجسيمات في أحد اتجاهي معجلات التصادم. وخلال ساعة واحدة استجابت هذه المعجلات للدوران الكامل وهو انجاز لم يتحقق من قبل .
وقال لين ايفانز بالطبع أول انطباع للمرء هو الارتياح. أعتقد اننا سيطر علينا للحظة شعور ما ولكن على الاقل نشعر بالارتياح الشديد ان الامور سارت بشكل جيد. انها الة بالغة التعقيد وكان من الممكن أن تتعثر /التجربة/ في أي وقت. لحسن الحظ هذا الصباح بدأنا بداية سلسة جدا جدا .
وامتنع ايفانز الذي يدير ما يسميه الخبراء اكبر تجربة علمية في تاريخ الانسان عن تحديد متي سيبدأ المعجل التصادمي الجسيمي مصادمة احزمة الجسيمات بعضها ببعض في المعجل الذي يمتد عبر الحدود بين فرنسا وسويسرا.
وبمجرد ان تعمل هذه الالة بكامل سرعتها سيمكنها ان تحدث 600 مليون تصادم في الثانية تنطلق فيها البروتونات بسرعة تبلغ 99ر99 في المئة من سرعة الضوء.
ويأمل العلماء بان تؤدي هذه المصادمات العالية الطاقة لتفسير امور في الفيزياء الحديثة يتعذر على نظرياتها تقديم تفسير كامل لها مثل الجاذبية والكتلة.
والمعلومات التي سيسجلها المعجل التصادمي الجسيمي مثل قياس موقع الجسيمات بدقة تبلغ جزء من بضعة ملايين جزء من المتر ومرور الوقت بجزء من بضعة ملايين جزء من الثانية سترسل الى اجهزة كومبيوتر في شتى انحاء العالم ليراجعها العلماء.
وسيبحث العلماء في كيفية تجمع الجسيمات وتفرقها. وقد تؤكد الظروف في المعجل التصادمي الجسيمي او تفند وجود الجسيم بوزون هيجز وهو جسيم نظري اقترح وجوده العالم الاسكتلندي بيتر هيجز عام 1964.
. . . اللـه يستر . .. من نهاية الاختراعات .. :affraid:
:cheers: [b]
موضوع: محاكاة ظروف (الانفجار الكبير) الذي سبق ظهور الكون . . 
السبت سبتمبر 13, 2008 10:10 pm
