السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذي القصة نقلتها لكم من مكتبتي الخاصة لنتعلم منها رقي الطرح وأدب الحوار بين الازواج
إليكم القصة
( الزوج مع زوجته عصرا في جلسة استرخاء )
الزوجة : بما أنك اليوم وبعد انتظار طويل في فسحة من العمل فلماذا لا ..
الزوج مكملا : نذهب للتسوق
الزوجة : لا تسيء الظن بي
الزوج مبتسما : معاذ الله !!
الزوجة : أقصد انها فرصة مناسبة لجلسة مصارحة .
الزوج وهو يمثل أنه غص بالشاي : يا ألطاف الله , فلنذهب للتسوق ( أبركلنا ) .
الزوجة تميل برأسها كعادتها وترسل إليه نظرات ناعمة و كأنها تقول ( وبعدين معاك ) .
الزوج : أقصد أنها فكرة ذكية ..
ثم أكمل متصنعا الجد : لكن إياك ثم إياك أن تسأليني السؤال المربش المربك المحرج ( هل تحبني ؟؟) لأني بصراحة لا أعرف ماذا أجيبك !!
الزوجة : شايفني معادلة من الدرجة الثالثة بمجهولين ؟؟
الزوج : أنت معادلة مستحيلة الحل ..
ثم متصنعا البراءة وهو يرى الوسادة تطير باتجاهه : أخاف أقول ( أحبك ) أتورط بعدها بقائمة الطلبات التي ستنهال علي ..
وأخاف أقول ( ما أحبك ) أتورط بعدها ( ببوزك ) الذي سيمتد مترين , ومقاطعة كلامي التي ستفرض علي يومين ..
الزوجة وهي غير قادرة على منع ابتسامتها من الظهور : إذن كن دبلوماسيا وقل ( أحبك حسب الظروف ) ..
الزوج وهو يضغط على سبابته بأسنانه في حركة طفولية : دائما ما تحرجيني بلباقتك ..
الزوجة : إذن فلنتابع قبل أن يأتيك الاتصال المرتقب ..
الزوج : تفضلي
الزوجة : من الآخر , لماذا اخترتني لأكون الزوجة الثالثة لك ؟؟!!
الزوج : ألم تستنتجي بعد ؟؟!!
الزوجة : أظن أنك بعد أن تزوجت اثنين قبلي عن سابق حب , ولم توفق معهما , فقد فضلت أن تختار الثالثة في جو محكم الإغلاق عن أي عاطفة , أي في جو عقلي 100 %
الزوج وهو يضع فنجان الشاي على الطاولة بهدوء : أحب أن أقول لك بدءا أنه لا يوجد رجل عاااااقل و صااااااحي جرب الزواج مرة ثم يفكر فيه مرة ثانية ..
ثم متصنعا البكاء : لا , بل مرة ثالثة أيضا ..
ثم متصنعا الجد : أنا والحمد لله , زوجتاي الأولى والثانية ( طلعوا عيوني الاثنين من محاجرها ) , فعلمت أن الثالثة ستقضي علي لا محالة ..
الزوجة مبتسمة وهي تمط في كلامها : إذن أنت رجل غيييييير عاااااقل وغييييير صااااااحي
الزوج وهو يرسم نظرة حالمة على عينيه : عندما اخترتك لم أفكر إذا كنت عاقلا أم لا , كل ما فكرت فيه أنك إنسانة رائعة , ومن الغباء أن أخسرك
الزوجة مبتسمة : بدأنا في اللف و الدوران
الزوج : أنا أقول الصدق , هل تريدين أن تعرفي لماذا كنت إنسانة رائعة في نظري ؟؟
الزوجة وهي ترخي عينيها ارتباكا : إذا رغبت في ذلك ..
الزوج وهو يعد على أصابعه : إحححم , إنها ثلاثة أشياء بالتمام و الكمال , أولها تمسكك الجميل بالقيم الدينية ومنها حجابك الذي لم يتعرض لأزمة ( التغيير حسب الموضة ) كما حدث لدى الكثيرات , والذي أرغم أختي على أن تغير عباءتها المزركشة بعد أن ( نشفت ريقنا ) في سبيل تغييرها .. ان ما سجله ذهني لحظتها ( خير متاع الدنيا المرأة الصالحة ) .
ثانيها حياء يكاد يكون منعدم , حياء يدفعك إلى الالتصاق بالجدار و التوقف عن المشي حين يمر رجال بجانبك , واستغرابك من أختي كيف ترفع عينيها إلى البائع حين تسأله عن السعر , هذا ما حكته أختي عنك وهي تضحك على سذاجتك ..( إن أكثر ما يسحر الرجل في المرأة هو حياؤها الفطري ) .
ثالثها ملامحك المريحة وابتسامتك الهادئة المطمئنة التي تبحث عنها أختي كلماغرقت في أزمة , وقد عرفت ذلك عندما سألتها : ما المميز فيها حتى تلجئي إليها ؟؟ فكان آخر ما سجله ذهني عنك ( أشد الصعاب تهون بابتسامة واثق ) .
الزوجة وهي غارقة فعلا في خجلها وارتباكها : أخجلتم تواضعنا .
الزوج وهو يغمز لها بعينه : رائعة دوما , سيدتي الأولى .
على الرغم أن هذا اللقب منه دائما ما يمس قلبها لكنها لا تحب أن تظهر ذلك , بل تفضل أن تعلق عليه ( بياع كلام ) , ولكنها الآن في جو مشاعرها المرتبكة آثرت الصمت , وحتى تستعيد رباطة جأشها قالت : إنه دوري الآن حتى أخبرك الحقيقة ..
الزوج وهو متنبه لتهرب زوجته : كلي آذان صاغية ..
الزوجة بمرح : لن أطيل في السرد , ولكن عملا بمبدأ ( خلك بعيد حبك يزيد ) فالأفضل أن أكون زوجة ثالثة في ظل المشاكسات المتزايدة بين الأزواج ..
تكمل وهي ترى الابتسامة تشق وجه زوجها : ثم و إنه , إن اكتشفت بعد الزواج وسقوط الأقنعة أنك ذلك الرجل ذو الدين والخلق فإنك لن تظلمني البتة ..
ثم وهي تتنهد : أما إن اكتشفت أنك غير ذلك , فالأفضل لي أن أراك مرتين من الأسبوع عوضا عن أن أبتلى بك الأسبوع كاملا ..
الزوج مقهقها من الضحك : يا ليت جميع النساء يتعلمن منك حسن التفكير ..
الزوجة وهي تشاركه الضحك : إنهن إن سمعن بتفكيري سيشنقوني في الساحات العامة ..
تكمل وهي تطالع عيني زوجها بتمعن وارتباك : صدقا هناك دافع قوي أرغمني على التمسك بك في ظل دهشة أهلي المتزايدة , والذين لم يروا فيك شيئا جذابا عن الآخرين سوى ملامح وجهك .
وجاء دورها الآن لتغمز له بعينيها ..
الزوج وهو يرسم ابتسامة محرجة : لا أعرف إن كان هذا إطراء أم لا , ولكني سأقبله ..
الزوجة بلهجة صادقة مؤثرة : إن أهلي لم يلفت انتباههم جاذبية أعمق , استشففتها من كلامك وأنت تحكي لهم بكل صدق و أريحية عن علاقتك بوالدك التي كانت في أردى حال , حين كنت تتحداه في كل شيء يفرضه عليك ,ولم تأبه حين طردك من البيت , فقد كنت في عنفوان قوتك وشبابك , ولكنك حين وقفت وقفة صدق مع نفسك , عرفت كم كان والدك محقا في كل شيء , ولم يمنعك ذلك من أن تعود لأرقى حال ,حين اتخذته صديقك المقرب والوحيد..
تكمل وهي ترى حالة الاندهاش التي اعترت زوجها : فعلمت عندها , أنني لن أعيش تعسة مع إنسان لديه هذا الكم الهائل من الصدق مع النفس و الذي يجعله يآثر الحق ولو كان ضده , ويبصق على الباطل ولو كان معه ..
ساد المكان هدوء عجيب , والأعجب منه تلك النظرة التي تطل من عيني الزوج والمسددة لعيني زوجته ..
تعالت نغمة الجوال فجأة , فنطق الزوج أخيرا بصوت مرتجف وقد بدا كطفل يريد أن يبكي لفقد لعبته : لا أريد أن يرن الآن , لدي كلام كثير أريد أن أقوله لك ..
وكشفت نظرته عن عمق العاطفة المخبأة داخلها ..
راود الزوجة رغبة في أن تدور حول نفسها كما كانت تفعل في طفولتها حين تفرح , لا تعلم لماذا راودها الآن هذا الشعور ؟؟ربما لأن الفرحة كانت حقيقية ونابعة من قلبها كأيام الطفولة ..
وبدلا من ذلك , توجهت إلى زوجها وأمسكت بيديه , وهمست في عينيه : لا حاجة للكلام , نظرتك أدت الغرض ..
وأوقفته على قدميه , وقادته لباب المنزل و ألبسته الثوب , وخاطبته برقة : والآن حان موعد العمل ..
ثم و الابتسامة تشق وجهها : في المرة القادمة لن تكون هناك جلسة مصارحة ,بل سنخرج للتسوق ..
فتحت له الباب وهربت إلى الداخل , وضحكتها العذبة وكلاماتها ( في أمان الله , انتبه لنفسك ) تتردد في حناياه , وشعور بالانتعاش يكتسحه وهو يهبط درجات المنزل , أشبه بشعوره حينما يفيق من حلم جميل جدا ..